مؤامرة بين اللاعبين والمدرب على بنزيما وفرنسا تحقق إنجاز غير مسبوق


أعلن المهاجم كريم بنزيمة -اليوم الاثنين- عن "نهاية" مسيرته مع منتخب فرنسا لكرة القدم، في رسالة نشرها على حسابه في "تويتر"، في اليوم التالي لخسارة بلاده أمام الأرجنتين 2-4 بركلات الترجيح (الوقتان الأصلي والإضافي 3-3)، في المباراة النهائية لمونديال قطر 2022.وكتب بنزيمة -الذي يحتفل اليوم بعيد ميلاده الـ 35 وصاحب الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم لعام 2022 على حسابه مرفقًا صورته بألوان المنتخب الفرنسي-: "لقد بذلت الجهود والأخطاء التي كان يجب أن أرتكبها للوصول إلى ما أنا عليه اليوم، وأنا فخور بذلك! لقد كتبت قصتي، وقصتنا وصلت إلى نهايتها".وجاء هذا الإعلان عقب نهائي مونديال قطر، الذي اضطر إلى الانسحاب منه في اللحظة الأخيرة قبل انطلاقه، بعد إصابته في الفخذ في التدريبات قبل 3 أيام فقط من المباراة الأولى للزرق ضد أستراليا. وقدَّر الاتحاد الفرنسي للعبة وقت تعافيه منها بثلاثة أسابيع.وتبادَل بنزيمة -منذ ذلك الحين- رسائل تشجيع للمنتخب الفرنسي على شبكات التواصل الاجتماعي، وأخرى أكثر غموضًا؛ مثل: تلك التي نُشرت على إنستغرام قبيل نهائي كأس العالم، حيث كتب: "لست مهتمًا".


علاقة مضطربة
كانت هذه الإصابة مجرد فصل آخر في تاريخ بنزيمة المضطرب مع المنتخب الفرنسي. على الرغم من مبارياته الدولية الـ97 التي خاضها مع منتخب فرنسا (37 هدفًا)، فإن مهاجم ليون السابق وريال مدريد الإسباني -حاليًا- لم يتألق أبدًا باللون الأزرق. فاز بمسابقة واحدة فقط بألوانه، وهي دوري الأمم الأوروبية في عام 2021، بعدما تم استبعاده عن صفوف المنتخب لفترة طويلة، من 2015 إلى 2021؛ بسبب تورطه في الشريط الجنسي للاعب الدولي السابق ماتيو فالبوينا.حُكم عليه بالسجن لمدة عام مع وقف التنفيذ، وغرامة قدرها 75 ألف يورو في المرحلة الابتدائية من قِبل محكمة فرساي الجنائية، لتورطه في محاولة ابتزاز في قضية تعود إلى عام 2015. استأنف الحكم وكان مقررًا أن يُحاكم مرة ثانية في 30 حزيران/يونيو والأول من تموز/يوليو الماضيين من قِبل محكمة استئناف فرساي، لكنه سحب استئنافه في النهاية.عاد إلى صفوف المنتخب الفرنسي في مفاجأة للجميع قبل انطلاق كأس أوروبا 2021 والتي أنهاها بإقصاء من ثمن النهائي أمام سويسرا.ركزت وسائل الإعلام الفرنسية اهتمامها على آخر استعدادات منتخب بلادها قبل خوضه نهائي مونديال قطر 2022، الأحد على ملعب لوسيل، والذي يراهن فيه منتخب "الديوك" على التتويج بكأس العالم للمرة الثالثة في تاريخهم والثانية على التوالي.وكشف موقع "آر إم سي" (RMC) أن التدريبات التي أجراها زملاء هوغو لوريس مساء السبت حددت بشكل كبير الخطة التكتيكية التي سيعتمدها ديدييه ديشامب في مواجهة الأرجنتين، والتشكيلة الأساسية التي سيدخل بها موقعة لوسيل.


وعقب فوزه على المغرب 2 ـصفر الأربعاء، في المباراة الوحيدة التي حافظ فيها على نظافة شباكه من أصل ست خاضها حتى الآن، تدرب المنتخب الفرنسي مساء السبت بحضور جميع لاعبيه على ملعب جاسم بن حمد بالدوحة، استعدادا للمباراة النهائية التي ستكون بمثابة الخطوة الأخيرة على طريق حملة الدفاع عن لقبه.وحسب "آر إم سي" فإن تدريبات "الديوك" شهدت انضمام إبراهيما كوناتي ورافائيل فاران للتدريبات الجماعية بعد تعافيهما من الإصابة بنزلة برد، كما انضم أورلين تشواميني وتيو هرنانديز عقب تعافيهما من انزعاجات عضلية، وتدرب المهاجم كينغسلي كومان على انفراد.وأضاف الموقع أن حصة التدريبات المسائية شهدت مباراة تطبيقية شارك فيها اللاعبون الذين اعتمدهم ديشامب في الفوز على إنجلترا في ربع النهائي 2 ـ1، لكن ماركوس تورام ظهر على الجانب الأيسر وكيليان مبابي في مقدمة الهجوم. وخلال الجزء الثاني من المواجهة الإعدادية، استعاد أوليفييه جيرو مكانه في طليعة الهجوم، وهو ما يوحي بأنها حركة تكتيكية من قبل المدرب لإعطاء مزيد من السرعة والعمق مع مبابي مهاجم باريس سان جيرمان، وفي الوقت نفسه تجربة ماركوس تورام في المسار الأيسر للهجوم.


وقبل ساعات من قيادته فرنسا في نهائي كأس العالم للمرة الثانية تواليا، قد تكون المجازفة بترك جيرو على مقاعد البدلاء في البداية مفاجأة كبيرة، أو أن يكون الأمر مجرد خدعة تكتيكية من جانب ديشامب. وكشف الموقع أن التشكيلة المحتملة ستضم على الأرجح هوغو لوريس وكوندي وفاران وأوباميكانو (للدفاع) وهرنانديز وتشواميني ورابيو وغريزمان (خط الوسط) وعثمان ديمبلي وجيرو ومبابي (خط الهجوم).لم يسبق لأي مدرب أن فاز بكأس العالم لكرة القدم مرتين فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، لكن مدرب فرنسا ديدييه ديشامب يفصله فوز واحد لدخول موسوعة غينيس للأرقام القياسية، عند مواجهة الأرجنتين بالنهائي الأحد على ملعب لوسيل بالعاصمة الدوحة.وفي حال إحرازه اللقب، سيكون ديشامب (البالغ 54 عاما) الوحيد في العالم الذي يتوج بهذه الكأس مرة واحدة لاعبا (عام 1998) ومرتين مدربا بعد أن كان قاد "الديوك" للقب مونديال "روسيا 2018" في حين كان البرازيلي ماريو زاغالو حقق الإنجاز ذاته ولكن في مناسبتين لاعبا (عامي 1958 و1962) وفي مناسبة واحدة مدربا (عام 1970).وقال ديشامب معلقا "لست أهم شيء هنا، الفريق أهم بالطبع، أنا فخور وندرك أن هناك فرصة للدفاع عن لقبنا في النهائي، هذا إنجاز كبير بالفعل، سنفعل أي شيء ممكن لنكون أكثر سعادة يوم الأحد، لا أفكر في نفسي حقا، أنا سعيد بما حققناه من نجاح".

رحلة البحث عن المجد
ونجح هذا المدرب في أن يخط مسيرة ناجحة "للديوك" في كأس العالم "روسيا 2018" ثم النسخة الحالية من المونديال في قطر، عندما خسر مباراة واحدة من أصل 13 مباراة حتى الآن في كلتا النسختين، وكانت أمام تونس بختام دور المجموعات (1ـ0) بعد أن ضمن تأهله للدور الثاني.ويعد ديشامب رابع مدرب يقود منتخبا إلى نهائيين متتاليين بكأس العالم بعد فيتوريو بوتسو (إيطاليا) وكارلوس بيلاردو (الأرجنتين) وفرانتس بيكنباور (ألمانيا الغربية) وخسر الأخيران النهائي الثاني، لكن بصمته الكبرى كانت بينة في إعادة توحيد منتخب فرنسا الذي كان ممزقا في السابق، قبل أن يبني تشكيلة تعرف كيف تذهب بعيدا في البطولات الكبيرة. من جانبه، بدأ منتخب فرنسا مبارياته في كأس العالم 2022 بفوز كبير على أستراليا 4-1، وشهدت تسجيل المهاجم أوليفييه جيرو هدفين، قبل أن يهزم الدانمارك 2-1 في المباراة الثانية.وتلقى "الديوك" خسارة صادمة في الجولة الثالثة أمام المنتخب التونسي بهدف دون رد، ومع ذلك صعد إلى ثمن النهائي متصدرا لمجموعته.وفي ثمن النهائي فاز بطل العالم بسهولة على بولندا 3-1، في مواجهة عرفت تألق مبابي بتسجيله هدفين، ومن ثم تجاوزا إنجلترا في ربع النهائي بنتيجة 2-1.وعانى منتخب فرنسا الأمرين في نصف النهائي، قبل الفوز على المغرب 2-0، بفضل ثنائية سجلها ثيو هيرنانديز وكولو مواني، في مباراة كان "أسود الأطلس" الأفضل خلالها، وأهدروا العديد من الفرص ، ثم خسرت فرنسا أمام الارجنتين بركلات الترجيح في النهائي في واحدة من أقوى النهائيات في التاريخ.